نظرة علي الصراع العربي الإسرائيلي

الصراع العربي الإسرائيلي هو نزاع وتوترات سياسية وحروب نشأت بين دولة إسرائيل منذ بداية تشكلها عام 1948 وبقية الدول العربية المجاورة أو البعيدة عن إسرائيل. الخلاف يتركز أساسا حول أحقية الحركة الصهيونية في الاستيلاء على أرض فلسطين وطرد سكانها الأصليين لإقامة دولة قومية يهودية على أرضها.

جذور الصراع

يمكن إرجاع جذور الصراع العربي الإسرائيلي إلى نهاية القرن التاسع عشر، مع ظهور الحركة الصهيونية، وهي حركة سياسية ودينية تهدف إلى إقامة دولة يهودية في فلسطين. اعتبرت الحركة الصهيونية أن فلسطين هي أرض الميعاد التي وعدها الله لليهود، وأنهم أصحاب الحق الشرعي في العيش فيها.

في المقابل، اعتبر العرب فلسطين وطنهم التاريخي، وأنهم لا يقبلون إقامة دولة يهودية على أرضهم. وقد تصاعد التوتر بين العرب واليهود في فلسطين في العقود الأولى من القرن العشرين، مما أدى إلى وقوع أعمال عنف بين الطرفين.

الحرب العربية الإسرائيلية 1948

في عام 1947، أصدرت الأمم المتحدة قرارا بتقسيم فلسطين إلى دولتين، واحدة عربية وأخرى يهودية. رفضت الدول العربية القرار، وأعلنت الحرب على إسرائيل بعد إعلانها قيامها في 15 مايو 1948.

انتهت الحرب بفوز إسرائيل، التي احتلت 78% من فلسطين التاريخية، بما في ذلك القدس الشرقية. وأدى ذلك إلى نزوح أكثر من 700 ألف فلسطيني من ديارهم، وأصبحوا لاجئين في البلدان العربية المجاورة.

الحرب العربية الإسرائيلية 1967

في عام 1967، شنت إسرائيل هجوما مفاجئا على مصر وسوريا والأردن، مما أدى إلى احتلالها شبه جزيرة سيناء وهضبة الجولان والضفة الغربية وقطاع غزة.

أدت الحرب إلى تفاقم الصراع العربي الإسرائيلي، وجعلت من الصعب على أي طرف التوصل إلى تسوية سلمية.

الحرب العربية الإسرائيلية 1973

شنت مصر وسوريا هجوما مفاجئا على إسرائيل في أكتوبر 1973، في ذكرى حرب أكتوبر 1973.

نجحت مصر وسوريا في هذة الحرب لإذلال إسرائيل ووضعها في موقف صعب أمام الدول الداعمة لها 

أدت الحرب إلى توقيع اتفاقيات سلام بين مصر وإسرائيل في عام 1979، لكنها لم تحل القضية الفلسطينية.

الانتفاضات الفلسطينية

اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الأولى في عام 1987، والانتفاضة الفلسطينية الثانية في عام 2000.

أدت الانتفاضات إلى وقوع ضحايا من الجانبين، لكنها لم تؤدي إلى تحقيق أي تقدم في عملية السلام.

طوفان الأقصي 

طوفان الأقصى هي عملية عسكرية مُمتدة شنَّتها فصائلُ المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وعَلى رأسِها حركة حماس عَبر ذراعها العسكري كتائب الشهيد عز الدّين القسام في أول ساعات الصباح من يوم السبت الموافق 7 أكتوبر 2023.

بدأت العملية بإطلاق أكثر من 5 آلاف صاروخ وقذيفة على المدن الإسرائيلية، كما شنت فصائل المقاومة الفلسطينية محاولات تسلل بري وبحري.

ردت إسرائيل على العملية بشن غارات جوية مكثفة على قطاع غزة، أسفرت عن مقتل وجرح المئات من الفلسطينيين.

انتهت العملية بإعلان وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر 2023، بعد 13 يومًا من القتال.

كانت العملية هي الأكثر دموية في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني منذ حرب غزة 2014.

خلفية العملية

اندلع الصراع بين فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وبين إسرائيل منذ انسحابِ الأخيرة من القطاع عام 2005، كما ارتفعَ منسوب التوتر بين الطرفين عقبَ سيطرة حماس على قطاع غزة بعد فوزها في الانتخابات التشريعية الفلسطينية لعام 2006 وما تبعها من حربٍ شبه أهليّة مع حركة فتح في العام الموالي.

في عام 2023، تصاعد التوتر بين الجانبين، حيث كثفت إسرائيل من انتهاكاتها في المسجد الأقصى، كما هددت بشن عملية عسكرية واسعة النطاق ضد قطاع غزة.

تفاصيل العملية

بدأت العملية في الساعة 11:00 صباحًا بتوقيت فلسطين، حيث أطلقت فصائل المقاومة الفلسطينية أكثر من 5 آلاف صاروخ وقذيفة على المدن الإسرائيلية، بما في ذلك تل أبيب وبيت لحم.

كما شنت فصائل المقاومة الفلسطينية محاولات تسلل بري وبحري، حيث تمكنت من التسلل إلى الأراضي الإسرائيلية في عدة مناطق، وقتل عدد من الجنود الإسرائيليين.

ردت إسرائيل على العملية بشن غارات جوية مكثفة على قطاع غزة، أسفرت عن مقتل وجرح المئات من الفلسطينيين، وتدمير عشرات المنازل والمباني.

النتائج

انتهت العملية بإعلان وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر 2023، بعد 13 يومًا من القتال.

كانت العملية هي الأكثر دموية في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني منذ حرب غزة 2014، حيث أسفرت عن مقتل أكثر من 200 فلسطيني، وإصابة أكثر من 1500.

كما أسفرت العملية عن مقتل 13 إسرائيلي، وإصابة أكثر من 300.

العواقب

تركت العملية عواقب وخيمة على كلا الجانبين، حيث أدت إلى تفاقم التوتر بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، وإلى زيادة حدة الاستقطاب الداخلي في إسرائيل.

كما أدت العملية إلى تصاعد الدعوات إلى حل الدولتين، حيث رأى العديد من المحللين أن العملية أثبتت أن الحل العسكري لن يؤدي إلى إنهاء الصراع.

التقييم

يمكن تقييم العملية من عدة جوانب:

  • الجانب العسكري: حققت العملية نجاحًا كبيرًا بالنسبة للفصائل الفلسطينية، حيث تمكنت من إلحاق خسائر كبيرة بالجانب الإسرائيلي، وإجبار إسرائيل على وقف إطلاق النار.
  • الجانب السياسي: أثبتت العملية أن المقاومة الفلسطينية ما زالت قادرة على الرد على انتهاكات إسرائيل، ورفعت من شعبية الفصائل الفلسطينية لدى الفلسطينيين.
  • الجانب الإنساني: خلفت العملية خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، وفاقمت معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة.

الخلاصة

كانت عملية طوفان الأقصى حدثًا مهمًا في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، حيث أثبتت أن المقاومة الفلسطينية ما زالت قادرة على الرد على انتهاكات إسرائيل، وأن الحل العسكري لن يؤدي إلى إنهاء الصراع.


جهود التسوية

بذلت محاولات عديدة للتوصل إلى تسوية سلمية للصراع العربي الإسرائيلي، لكن جميعها فشلت حتى الآن.

أبرز هذه المحاولات كانت محادثات السلام التي جرت في أوسلو في عام 1993، والتي أدت إلى توقيع اتفاقية أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية.

الوضع الحالي

لا يزال الصراع العربي الإسرائيلي قائما حتى اليوم، ولا توجد أي حلول واضحة في الأفق.

تستمر إسرائيل في احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة، وترفض الاعتراف بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة.

من ناحية أخرى، لا يزال الفلسطينيون يطالبون بإقامة دولتهم المستقلة على كامل أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة، بما في ذلك القدس الشرقية.

التأثيرات

كان للصراع العربي الإسرائيلي تأثيرات كبيرة على المنطقة، بما في ذلك:

  • استمرار العنف والصراع في المنطقة
  • نزوح ملايين الفلسطينيين
  • تدمير الاقتصادات العربية
  • صعود الحركات الإسلامية المتطرفة

المستقبل

من الصعب التكهن بمستقبل الصراع العربي الإسرائيلي. لكن من المرجح أن يستمر لفترة طويلة قادمة، مع استمرار العنف والصراع في المنطقة.



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من ينكر الحق لا يؤمن ولا يشعر بسلام